الأحد، 20 مايو 2012

بوح

- تنازلت عن حق من حقوقي، فوجدتني أغرق في بحر من التنازلات

- أعاملك بأكثر مما تستحق، فعاملني بما أستحق... فقط

- مزيج نفسياتك المتنوعة أثار إعجابي، لكنه بدأ يقلقني

- أستنشق معانيك... فأصاب بالغثيان

- أسير وراء هدف متعب، لكنني مصممة على تحقيقه

- تعود لحظات من ماضٍ مؤلم، فتحولني إلى حاضر أكثر إيجابية






الثلاثاء، 1 مايو 2012

وما زالت سارة تسأل

كانت ابنتي سارة قد وجهت لي مجموعة أسئلة في فترة الأزمة التي مرت بها البحرين، تتعلق بتفسير بعض المصطلحات. وللتذكير... كتبت مجموعة تساؤلاتها في موضوع تحت عنوان: الكلام الخائر في ثوارة فبراير، في هذه المدونة. 
ونظرا لأن المرحلة كانت جديدة وغريبة، مقلقة ومؤلمة على جميع البحرينيين ... شيبا وشبانا، أطفالا ومراهقين ... فقد تولد لدينا جيل اصابته تخمة من ناحية كم الكلمات والمصطلحات، ومن ناحية كم الأحداث التي شاهدها وعايشها، والتي كان مجبرا على تناولها والخوض فيها.
سألتني سارة اليوم سؤالا أثار إعجابي. قالت: ماما.... اللي يرمون علينا النار ويصارخون في الشوارع من وين؟ ليش يخربون بلدنا ويخوفونا ويحرقون الشرطة؟ ليش يسوون جذي؟ وليش لما الشرطي يدافع عن البلد وعن نفسه يصيرون يصارخون ويقولون ذبحونا؟ ليش ما يقعدون في بيوتهم وما يحرقون، والشرطة  بعدين ما بتسوي لهم شي؟؟؟؟!!!!!!
تنهدت تنهيدة خرج معها قليل من النيران، وصاحبها بعض الدخان..... صمتُ برهة واحترت. هل أقول لها أنهم بحرينيون؟ هل أكرر الاسطوانة المشروخة التي يدندنون بها صبح مساء التي عنوانها: مطالب؟ ماذا أقول لها....هل هناك زاوية أختبئ فيها من نظرات الحيرة التي تعتلي محياها الصغير؟
تناولت موضوع الارهاب في تغريدات كتبتها في تويتر. تفاجأت بأحد المتابعين ممن يدّعون الوسطية من الطائفة الشيعة يبرر كل أفعال الإرهاب الذي يمارسه المخربون. وحتى فتوى السحق التي أطلقها إمامهم يبررها ويقول أنها مشروطة بالاعتداء على الحرائر. وعندما سألته: هل الاعتداء يحصل عليهن وهن في بيوتهن معززات مكرمات، أم يحدث عندما يُهِن أنفسهن باشتراكهن في عمليات الإرهاب؟ كان جوابه الانفولو، لكن مسبوقا بتبريرات المطالب، وشرعية استخدام أية وسيلة لتحقيقها.
كيف أرد على ابنتي؟ وكيف أفسر لها ترديد هذه العبارات وهذه التبريرات؟ كيف أفسر لها مقولة: احرق وطنك لتحصل على ما تعتقده حقك؟
إن كان هذا همهم فأنا أقترح عليهم تحويل شعارهم السخيف: سلمية سلمية، إلى الغاية تبرر الوسيلة. فحتى ردودهم على تنامي فكرة الأذى والترهيب أصبحت عقيمة وساذجة لدرجة أن ابنتي ذات العشر سنوات لم تصدقها، ولم تقتنع بها.
عذرا أيها الارهابييون.... لقد فقدتم أهليتكم لقيادة هذا الوطن. لقد بتم الهم الأعظم لمستقبل أعتقد أنه سيكون مظلما بوجود أمثالكم. استفيقوا مما أنتم فيه، وارحموا وطنا ظللكم بسمائه، وستركم على أرضه. ارحموا جيلا لم يعد يرسم سوى دماءً وأسلحة ونيرانا. كفى بوطني ألوانا سوداء وحمراء. كفى به تمزيقا وتقتيلا.

@Dr_Sadoun