منذ بداية الأزمة في البحرين وحالة من التخبط والعشوائية تسود أفكار المواطن. فتارة يخرج من يقول: مطالب معيشية. وبعدها تحولت المعيشية إلى تسقيطية. ثم يخرج من يقول: حوار... وكان الرد: محال.
تفاجئنا ليلة أمس بتردد إشاعات عن تلقي بعض الشخصيات وبعض الجهات لدعوى حوار وطني. من أين خرج هذه الحوار؟ وهل هناك محاور جديدة تختلف عن محاور مبادرة سمو ولي العهد؟ هل نحن من نمثل الشارع السني (ولا أتكلم عن جمعيات وتمثيلات سياسية) لنا وجود في هذا الحوار؟
إن ما يثير دهشتي تردد مثل هذه الأنباء -والتي أعلم يقينا أنها ليست وليدة الأمس- في وقت ترجح فيه كفة الدولة، وتتراجع فيه كفة المعارضة. فبعد تصريح معالي وزير الداخلية أحسسنا بعودة القانون، وبإمكانية تطبيقه بعد سنة كاملة من التنازل وعدم التفعيل. وماذا حدث؟؟؟ ولد حوار وطني.... مبروك ويتربى في عزكم.
من هم أطراف الحوار؟ هل علي سلمان، والمرزوق، وبلبل البحرين من سيمثل المعارضة؟؟!!! هل سنستمر في معادلة إرضاء كل حكومات العالم الغربي، وعوالم الفضاء الخارجي وننسى المواطن البحريني؟
عزيزتي مملكة البحرين: لقد قدمنا في هذه الشهور الماضية ما لم نحلم بتقديمه في حياتنا قط....أتكلم عن حجم ما تم تقديمه وكثافته. لم أتصور يوما قدر الألم وقدر الدموع وقدر الاكتئآب الذي مر بنا. إن ما قدمناه من قلق وسهر وتخطيط وتدبير فاق قوة صمتنا وتحملنا. وجعلنا جميعا في كافة مواقعنا نتكلم السياسة، ونحلل المواقف، ونشارك بالمقترحات، ونبادر بالتطوع في أي مجال تم استدعاؤنا إليه.
عزيزتي مملكتي: لا تخذلينا ولا تقبلي المساومة على أساسيات هي خطوط حمراء لدينا نحن أبناؤك السنة. نحن لم نحرق، ولم نعطل، ولم نخرب، والأهم: لم نخن. كوني لنا السند كما نحن لك الجند والعون. إن كان موقفك المتجاهل لوجودنا هو جزء من سياستك لعودة الأمن والأمان لجزيرتنا الصغيرة، فأنا أقول هو ثمن قليل دفعناه وسندفعه فداء لذلك. وإن كان ذلك بدعوى التجاهل للتجاهل..... فسأدع الاجابة ليقررها الزمن.
عاشت مملكة البحرين