الثلاثاء، 31 يناير 2012

عزيزتي... مملكتي

منذ بداية الأزمة في البحرين وحالة من التخبط والعشوائية تسود أفكار المواطن. فتارة يخرج من يقول: مطالب معيشية. وبعدها تحولت المعيشية إلى تسقيطية. ثم يخرج من يقول: حوار... وكان الرد: محال.
تفاجئنا ليلة أمس بتردد إشاعات عن تلقي بعض الشخصيات وبعض الجهات لدعوى حوار وطني. من أين خرج هذه الحوار؟ وهل هناك محاور جديدة تختلف عن محاور مبادرة سمو ولي العهد؟ هل نحن من نمثل الشارع السني (ولا أتكلم عن جمعيات وتمثيلات سياسية) لنا وجود في هذا الحوار؟
إن ما يثير دهشتي تردد مثل هذه الأنباء -والتي أعلم يقينا أنها ليست وليدة الأمس- في وقت ترجح فيه كفة الدولة، وتتراجع فيه كفة المعارضة. فبعد تصريح معالي وزير الداخلية أحسسنا بعودة القانون، وبإمكانية تطبيقه بعد سنة كاملة من التنازل وعدم التفعيل. وماذا حدث؟؟؟ ولد حوار وطني.... مبروك ويتربى في عزكم.
من هم أطراف الحوار؟ هل علي سلمان، والمرزوق، وبلبل البحرين من سيمثل المعارضة؟؟!!! هل سنستمر في معادلة إرضاء كل حكومات العالم الغربي، وعوالم الفضاء الخارجي وننسى المواطن البحريني؟
عزيزتي مملكة البحرين: لقد قدمنا في هذه الشهور الماضية ما لم نحلم بتقديمه في حياتنا قط....أتكلم عن حجم ما تم تقديمه وكثافته. لم أتصور يوما قدر الألم وقدر الدموع وقدر الاكتئآب الذي مر بنا. إن ما قدمناه من قلق وسهر وتخطيط وتدبير فاق قوة صمتنا وتحملنا. وجعلنا جميعا في كافة مواقعنا نتكلم السياسة، ونحلل المواقف، ونشارك بالمقترحات، ونبادر بالتطوع في أي مجال تم استدعاؤنا إليه.
عزيزتي مملكتي: لا تخذلينا ولا تقبلي المساومة على أساسيات هي خطوط حمراء لدينا نحن أبناؤك السنة. نحن لم نحرق، ولم نعطل، ولم نخرب، والأهم: لم نخن. كوني لنا السند كما نحن لك الجند والعون. إن كان موقفك المتجاهل لوجودنا هو جزء من سياستك لعودة الأمن والأمان لجزيرتنا الصغيرة، فأنا أقول هو ثمن قليل دفعناه وسندفعه فداء لذلك. وإن كان ذلك بدعوى التجاهل للتجاهل..... فسأدع الاجابة ليقررها الزمن.
عاشت مملكة البحرين

هناك تعليقان (2):

  1. @Dr_Sadoun حرقة صادقة على وطن يتخبط في قرارات ضبابية ..
    ما الجدوى من الحوار مع على سلمان والذي اعترف بنفسه بأنه لا يملك السيطرة على الشارع كما أنه بوصفه خادم للمرجعية ( باعترافه أيضا ) لا يملك الإرادة .!! ؟
    والكثير غيرها من علامات الاستفهام والتعجب تزاحمت حد اختناقنا بالعتمة ..لكن الضوء الذي لمع أمامي اليوم يا دكتورة هو حواري مع مثقف سوري في أمريكا > كان يقف مع المعارضة البحرينية في البداية مصدقا أكاذيبهم الإعلامية >>لكنه قال لي اليوم : " التنازلات الكثيرة التي قدمتها الحكومة البحرينية ،، لم تبق لدى المعارضة حجة أو مبرر للتباكي ، آو لعب دور الضحية ،، " عرف العالم حقيقتهم الآن .
    وعاشت مملكة البحرين
    مع التحية : صاحبة السمو

    ردحذف
    الردود
    1. صاحبة السمو: كلنا مع الحكومة ومع قادتنا. وكلنا ثقة في حنكتهم وحسن تصرفهم. قد نكون تعبنا وتمللنا واستعجلنا الحلول، لكن سياسة النفس الطويل بدأت تأتي أكلها. والدليل حوارك مع المثقف السوري، وغيره ممن كان ضد... وأصبح مع.
      شكرا لك عزيزتي
      وعاشت مملكة البحرين

      حذف