الأربعاء، 4 يناير 2012

رسائل 2

الرسالة الثانية

عزيزتي الأخت والصديقة والأبنة.... عندما تقدمتِ للحصول على رخصة السياقة، كان أهلك وصديقاتك من المباركين والمهنئين لأقدامك على هذه الخطوة. وعند حصولك على رخصة القيادة.... شعر والداك بالفخر .... وقاما بشراء سيارة جديدة لك.
نزلت إلى الشارع وقمت بالقيادة بدون مراقب ومشرف. ما الذي حدث الآن؟ كانت ملاحظاتي حول قيادتك كالتالي:

- الشارع كان ملكا لك.... تنقلت من مسار إلى مسار دون استخدام المؤشر.

- التزمتِ السياقة على المسار الأيسر وكنتِ على سرعة 60 كيلو متر بالساعة، ولم تلتفتي (عمدا او عن غير قصد) لمنبهات السائقين الآخرين الذين دعتهم ظروف مختلفة للسرعة ولتجاوز السيارات. فمنهم الذي يُقِّل مصابا أو مريضا، ومنهم من يشعر بتوعك ويرغب بالوصول إلى بيته، ومنهم من يقود على السرعة القانونية ويرغب بعدم وجود ما يعيق طريقه، وغيرها من الأسباب. لقد شهدت بأم عيني حادثا حصل أمامي مباشرة. كنتُ أقود في شارع ذو مسارين، وكانت سيارة تقودها إمرأة على المسار الأيسر وكانت تقود بسرعة بطيئة جدا. وكان خلفها سيارة ذات دفع رباعي حاول قائدها بشتى الطرق أن يبلغ السيارة أمامه بأنه يرغب بالتجاوز لكن دون فائدة. فحاول الانعطاف بسرعة إلى اليمين وتفاجأ بسيارة تمشي ببطئ لكنها على المسار الصحيح. ولكي يتجنب الاصطدام بالسيارة التي على اليمين، وبالسيارة التي على اليسار، ونتيجة لسرعته فقد انقلبت السيارة (الجيب) وارتطمت بالجزيرة في منتصف الطريق، وقسمت النخلة الموجودة فيها إلى نصفين. أحمد الله أنني كنت على مسافة كافية من الحادث. وإلا لما كنت موجودة لأخبرك بهذه القصة. المؤسف في هذا كله أن السيارة المتسببة بالحادث (بإصرارها على عدم إفساح المجال للسيارات الأخرى باستخدام الخط السريع) تابعت سيرها ولم تتوقف حتى للمساعدة أو للاتصال بالاسعاف.

- في الشوارع التجارية كنت تقودين في منتصف الشارع وعينيك كانت على المحلات والمعروضات ولم تنتبهي أن هناك آخرين يستخدمون الشارع ويرغبون في الوصول إلى وجهتهم.

- عند دخولك إلى الدوار كنت تتنقلين من المسار الأيمن إلى الأيسر والعكس دون استخدم المؤشر.

أختي... صديقتي.... ابنتي: ربما كان النقد لاذعا، وربما نقدي لم يبين جوانب الالتزام والتقيد بتعليمات وأنظمة المرور، لكني أحببت أن أشير إلى ملاحظات عامة مشتركة حصلتُ عليها من خلال خبرة ما يقارب العشرين عاما في القيادة. لا أدعي الكمال ولكني أطمح لأن تكوني مثالا يحتذى من قبل جميع مستخدمي الشارع. دمت بحفظ الله ورعايته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق