عزيزتي الانثى....أنت الأم، والأخت، والابنة، والصديقة.... أنت ملح الحياة التي لا تصطلح الأمور إلا به.
عزيزتي: اسمحي لي أن أوجه رسالتي هذه لأمي رحمها الله ولكل أم تشبهها.
كانت أمي من الشخصيات التي حفرت في نفسي معانٍ عميقة، ورسخت في وجداني مبادئ تقوم عليها مكونات شخصيتي الحالية. لقد كانت الأم والصديقة ومرفأ الحب ومستودع الحنان. علمتني أمي -رغم تعليمها البسيط - ما لم أتعلمه في الجامعات التي التحقت بها. علمتني أن جمال الأنثى لا يكمن في تفاصيل وجهها وفي شكلها الخارجي. بل هو في شعورها بأنها قادرة على إحداث التغيير في حياة الآخرين. ولا يكون ذلك بالقوة أو بالمجادلة. بل يكون بالكلمة الرقيقة، وبالابتسامة.أمي توفاها الله بعد معاناة مع مرض السرطان (كفانا الله وإياكم شر المرض). وقد كانت لحظة معرفتها بالمرض مثالا للقوة والرضا بما قسمه الله. لم تتذمر يوما، ولم تحجب ابتسامتها عنا. وحتى في لحظات الألم -التي لم تنجح المسكنات القوية في تخفيفها- كانت من الذاكرين لله، الحريصين على أداء الصلاة، والحريصين على التبسم متى استطاعت.
علمتني أمي أن الحياة ليست مقصورة علي. وأنني لكي آخذ يجب أن أعطي ضعفي قيمة ما آخذه. ألوم أحيانا هذه الشروط القاسية.... لكني في أحيان كثيرة أحمد الله على هذه التربية.
عندما كنت أختار بين أمرين كانت توجهني لاختيار الأصعب. فلم تكن ترضى بأن أحصل على ما أريده بسهولة. وبالمقابل لم تكن تقبل مني كلمة لا أستطيع.
رحمك الله يا أمي وأسكنك فسيح جناته. أدعوك أختي وصديقتي وابنتي أن تستشعري قيمة أمك إن كانت في هذه الدنيا تنوّر حياتك. ستفتقدين صراخها، وطلباتها إن غادرت هذه الدنيا. ستفتقدين رائحة الأم في هذا الوجود.... صدقيني فقد كانت لأمي رائحة أم في منتهى العذوبة والجمال. هكذا اسمي ذلك الشذى الذي كان يعبق به المكان الذي كانت تتواجد به: رائحة الأم.
قيمة الأم قيمة عظيمة لن تشعري بمدى عظمها إلا بعد فقدها (بعد عمر طويل). اكسبي رضاها، وانعمي بدفئها وحنانها... فلن تجديه مع أي مخلوق آخر. وإن كانت أمك ممن توفاهم الله فلا تنسيها من دعائك. ادعي لها في كل ركعة وسجدة، وإن استعطعت مع كل زفرة وشهقة.... ادعي لها بأن يسكنها الفردوس الأعلى وأن يرحمها ويغفر لها......@Dr_sadoun
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق