الأحد، 8 يناير 2012

رسالة إنسان

نحتاج وسط الأزمات أن نشعر بأننا متشابهون. عندما تغضب من إنسان... تذكر بأنه مثلك. عندما ترغب في الانتقام من أحدهم... تذكر أنه يتكون من خلايا وأوردة وشرايين.... عندما تستبيح لنفسك قطع هذه الشرايين، وتسيّل ما فيها من دماء... تذكر أنه مثلك بالضبط: إنسان.


غابت عن أعين كثير من البشر صفات التشابه بيننا. وحل محلها أحجيات الفروق السبعة. وصار هَمّ الكثيرين التأكيد على إيجاد هذه الفروق رغم تجاوز أوجه التشابه للرقم سبعة.


منهج الفوضويين في الحصول على أهدافهم غالبا ما يسيء لإنسانيتهم. الغاية تبرر الوسيلة من أكثر الرخص التي يستخدمها هؤلاء لتسويغ أفعالهم وأفكارهم. وهي في الحقيقة من أكثر التبريرات ضعفا وبعدا عن المسئولية. فعند قطع شارع، ووضع العراقيل في الطرق التي يستخدمها الناس، قد يحقق منفذ هذا الارهاب ضغطا معينا على الحكومة. لكنه يغفل في نفس الوقت إمكانية تعرض مستخدمي هذه الطرق للأذى والتعطل. الأخطر من هذا استباحة دماء رجال الأمن وحتى المدنيين العزل، لتحقيق أجندات وضعت وحيكت بحقد أعمى. وكان هدفهم على ما يبدو استغلال العقيدة وزجها في مساومات لا تليق بها، ولا في سمو ركائزها.
أعود فأقول: إنسان يعني بشر.. بشر يعني روح وجسد... جسد يعني فناء... متى يدرك مسببي الفتن أننا كما ولدنا نموت، وكما خلقنا نبعث ليوم تشخص فيه الأبصار؟ ألا تستحق فكرة الموت إعادة لحساباتك؟ ألا تستحق فكرة الوقوف بين يدي رب عادل أن تراقب تصرفاتك وتتقيه فيها؟ رغم ألم الأحداث التي عصفت بالبحرين إلا أنني أحلم يوميا بعودة الأمور... لن أقول كما كانت، ولكني سأقول عودتها إلى روح الإنسانية والانتماء لوطن واحد صغير يتسع قلبه وأرضه لاحتضان جميع أبنائه. هل سيتحقق حلمي يوما؟


@Dr_sadoun

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق